ميدو عضو
عدد المساهمات : 36 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: حقوق الطفل في الاسلام الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 2:09 pm | |
| أولادنا الورقة الرابحة في أيدينا - لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ، ونستعين به ، ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ، سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمناء دعوته وقادة ألويته و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام ، اتفاقيات كثيرة ، كاتفاقية المرأة ، واتفاقية حق الطفولة ، هم يأخذون مشكلاتهم ويعممونها على العالم كله ، والمسلم حينما يتابع أمر دينه ، ويرى ما في هذا الدين العظيم الذي هو وحي السماء ، ومنهج خالق الأرض والسماء يشعر بألم شديد ، لأن الذي عندنا يفوق ما عندهم بآلاف المرات ، إن في حقوق الإنسان ، وإن في حقوق المرأة ، وإن في حقوق الطفل . اليوم أعرض على مسامعكم بعض ما في هذا الدين العظيم من حقوق للطفولة لا يحلم بها الطرف الآخر ، من منا يصدق أن الإسلام ينشئ للطفل حقاً على والديه ، أو على أبيه إن صحّ التعبير قبل أن يولد ، على الأب أن يحسن اختيار أم الطفل ، فهذا أول حق يترتب على الأب قبل أن يكون له ابن ، لا يوجد نظام في الأرض أشار إلى هذه الناحية ، حقّ الابن على أبيه أن يحسن اختيار أمه .
1 ـ على الأب أن يحسن اختيار أمه : في اتفاقية حقوق الطفل لا يوجد أبداً إشارة إلى أن من حقه أن يكون ابن أبوين ، أربعون بالمئة من الأطفال لقطاء ، لا يوجد إشارة بالقانون والاتفاقية إلى أن هذا الطفل من حقه على مجتمعه أن يكون له أب يعترف به ، وأم تعتني به ، اللقطاء بحدائق الجامعات في بلد غربي ثلاثمئة وخمسين ألفاً ، بينما في بلد كبلدنا المسلم الذي فيه بقية مروءة ، بقية عفة ، أربعون حالة فقط ، هذا فضل الدين ، فضل الانضباط ، فضل الحياء ، فضل العفة ، لنا ميزات لا يعرفها إلا من غادر هذا البلد ؛ تماسك الأسرة ، الأب مقدس ، مرة حدثني أخ كريم سافر إلى باريس رأى شاباً على نهر السين ساهم الوجه قال له مالك وما تتمنى ؟ قال له أتمنى أن أقتل أبي ، كإنسان مسلم صعق ، لما ؟ قال أحب فتاة فأخذها مني ، أما آباء المسلمين همه الأول تزويج أولاده ، همه الأول يبيع بيته في دمشق ليسكن خارج دمشق كي يزوج أولاده ، أنا أتمنى على الأخوة الكرام لا تغفل عن ميزات المسلمين ، تتمتع بتماسك أسري ، الأب مقدس ، الأم مقدسة ، الأولاد مقدسون ، لذلك أول حق للطفل على أبيه أن يحسن اختيار أمه . 2 ـ حق الجنين على أمه أن تفطر في رمضان كي يستطيع أن ينمو : الآن لا يوجد بأي اتفاقية طفولة حقوق للجنين ، حق الجنين على أمه أن تفطر في رمضان ، وهو شهر الصيام ، وهو ثاني أكبر عبادة في الإسلام ، أن تفطر إذا كانت حاملاً أو مرضعاً ، هذا حق للجنين كي يستطيع أن ينمو ، وكي يستطيع بعد الولادة أن يرضع ، إذاً سمح للأم أن تفطر من أجل جنينها إن كانت حاملاً ، ومن أجل وليدها إن كانت مرضعاً ، لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( لا تجني أم على ولدها )) [النسائي وأبو يعلى وأبو نعيم عن طارق المحاربي] 3 ـ عدم إسقاط الجنين : أيها الأخوة ، حينما يؤذى الصغير يحاسب عنه الكبير ، الآن من تعدى على الجنين فأسقطه فعليه دية ، دية ، شيء بسيط يقول لك عملت كورتاج إجهاض ، وكل مؤتمرات السكان تدعو إلى الإجهاض الآمن ، يعني تحمل فتاة تذهب إلى مستشفى تطلب عملية إجهاض دون أن تسأل لماذا زنت ؟ مثلاً ، الإجهاض عندنا ممنوع في الإسلام بل إن إسقاط الجنين يوجب دية لأنه أزهق نفساً . أيها الأخوة ، في حياة الصحابة أن امرأة رمت الأخرى بحجر فأصابت بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها ، فاختصموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقضى بدية للجنين . لا يوجد بأي اتفاقية أن إنساناً أساء لامرأة فمات الذي في بطنها عليه دية ، دية قتيل . أيها الأخوة ، الحامل إذا شربت دواء فألقت الجنين فعليها الدية والكفارة تدفع إلى ورثة الجنين ، الآن الحامل إذا ماتت وفي بطنها جنين ما الذي ينبغي أن نفعله ؟ ينبغي أن يشق بطنها طولاً وأن يخرج منه الجنين لقوله تعالى : ﴿ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ . ( سورة المائدة الآية : 32 ) لازلنا والجنين في بطن أمه . 4 ـ حفظ حق الجنين في الميراث إن مات والده و هو لم يولد بعد : الآن مات أبوه ترك أموالاً يا ترى هذا الجنين ذكر أم أنثى ؟ لو أنه أنثى وحيدة تأخذ نصف المال ، قال : يفرض أن تكون أنثى حفظاً لحق الجنين ، الورثة يقتسمون الإرث على أن الذي في بطن الأم أنثى لأنه أعلى نسبة لها ، فإذا جاء ذكراً وزعوا الفرق على البقية ، هذا من أحكام توزيع الإرث . 5 ـ حق الطفل في النسب : أيها الأخوة ، أما السقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ، أما إذا نفخ فيه الروح يغسل ويصلى عليه ، احتراماً للسقط هكذا جاءت الشريعة ، الآن المولود ولد أولاً ينبغي أن يحنك ، أن نأتي بتمرة نأخذ قطعة منها نحنك بها فمه ، كي يذوق طعم الحلو مع قراءة الفاتحة والإخلاص وما شابه ذلك ، ثم يدعى له بالبركة ، الآن أهم حقٍّ حقه في النسب لذلك قال تعالى : ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ (5) ﴾ . ( سورة الأحزاب ) يعني أول حق للابن أن يعرف من أبوه من أنجبه . 6 ـ عدم الشك بنسبه أو رفضه : أيها الأخوة ، الطفل حينما يكون له أب وأم مع الحليب يرضع الرحمة والحب للمجتمع ، أما هذا الذي يقسو على الناس قسوة لا حدود لها ، هذا الذي يقصف ليدمر شعوباً لعله لقيط ، لعله لم يذق طعم الحنان ، صدقوا أيها الأخوة حدثنا أستاذ في الجامعة قال : لو أن الأم أرضعت ابنها بقسوة لكان المولود قاسياً ، يشرب الحنان مع حليب أمه فإذا كان في المجتمع أربعون بالمئة من المواليد لقطاء أين الرحمة ؟ الآن القوي يذبح الضعيف بالعالم كله ، والغني يأكل الفقير ، لا يوجد رحمة أبداً ، ومن أجل حسم الخلافات جاء الحديث الشريف : (( الولد للفراش )) [مسلم عن أبي هريرة] مادامت زوجتك وهذا فراشك فالذي ولد هو ابنك ، ولو كنت أبيض اللون وهو أسود ، وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول تعلم علم الوراثة ، فحينما ولد لإنسان غلام أسود عرض بأمه ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : لعل ابنك هذا نزعة عرق فخرج لجد قديم من أجداده . موضوع الشك والاتهام الولد للفراش والذي يرفض ابنه يكفر ، كفى كفراً بامرئ ادعى نسباً لا يعرفه ، أو جحده ، هذا الذي يدعي نسباً لا يعرفه أو يجحده كان كافراً ، أما في العالم الغربي شاب أحب فتاة استأذن والده في الزواج منها ، قال له : لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري ، أبوه كان زير نساء ، فلما أحبّ ثانية قال يا أبي هذه فتاة أحببتها ، قال له : أيضاً هذه أختك وأمك لا تدري ، الثالثة كذلك فضجر من أبيه ، وشكا إلى أمه ، قالت له : خذ أياً شئت أنت لست ابنه وهو لا يدري ، هذا العالم الغربي نراه قبلة لنا نقلده ، نراه الحضارة . أيها الأخوة ، والله أحياناً يخجل الإنسان أن ينتمي لهذه المجتمعات ، كفى كفراً بامرئ ادعى نسباً لا يعرفه ، أو جحده وإن دق كفر ، إذا رفضت ابنك ، أحياناً يكون زواج خارج المحكمة يقول ليس ابني ، يعرف بماذا يتكلم أمام القاضي ؟ لا يوجد دليل ، هذه العقود خارج النطاق الشرعي لها مشكلة ، إذا قال ليس ابني انتهى الأمر لأنه لا يوجد دليل . 7 ـ حق الطفل في الرضاعة : حقه في الرضاع : ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ (233) ﴾ . ( سورة البقرة )
أيها الأخوة ، يرضعن أولادهن صيغة جاءت في معرض الخبر بمعنى الأمر ، أيتها الوالدات أرضعن أولادكن ، لذلك الفرق بين الإرضاع الطبيعي والصناعي فرق كبير جداً ، أكثر الأطفال الذين يرضعون صناعياً كحليب البقر يصابون بآفات قلبية ووعائية حينما يكبرون ، لأن حليب البقر فيه خمسة أضعاف الحموض الأمينية التي في حليب الأم تتبدل نسبه في أثناء الرضعة الواحدة ، يبدأ بأربعين بالمئة دسم وستين بالمئة ماء ، ينتهي بستين بالمئة دسم أربعين بالمئة ماء ، معقم ، بادر في الصيف دافئ في الشتاء ، فيه مواد حافظة ، فيه مواد تمنع التصاق الجراثيم بالمعدة ، أكثر الأمراض الإنتانية بسبب الإرضاع الصناعي ، بالقرآن الكريم : ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ (233) ﴾ . ( سورة البقرة ) حتى إن كل معمل حليب للأطفال أُلزم أن يكتب لا شيء يعدل حليب الأم : ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) ﴾ ( سورة البلد) قال ابن عباس الثديين هدية من الله .
بالمناسبة أكثر حالات سرطان الثدي تصاب به نساء أبين إرضاع أولادهن من أجل شكلهن ، فالعقاب الإلهي ورم خبيث في الثدي ، أما فطام الابن لا يمكن أن يكون قراراً من أمه وحدها ولا من أبيه ، قرار مشترك بالأحكام الفقهية . ولما سيدنا عمر حرس قافلة سمع بكاء طفل فنبه أمه ، فبكى ثانية نبه أمه ، فبكى ، فغضب : قال : أرضعيه ، قالت ما شأنك بنا ؟ إني أفطمه ، قال ولما ؟ قالت لأن عمر لا يعطي العطاء إلا بعد الفطام ، تروي الروايات أنه ضرب جبهته وقال ويحك يا بن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ وصلى الفجر في أصحابه لم يفهم أصحابه قراءته من شدة بكائه ، لكنه دعا فقال يا رب هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي أم رددتها فأعزيها ؟ ماذا اتهم نفسه ؟ كم قتلت من أطفال المسلمين ، لأنه أعطى التعويض العائلي على الفطام لا على الولادة ، ثم أمر أن يكون التعويض فور الولادة . 8 ـ أن يحسن الأب اختيار اسم ابنه : حقه في التسمي في أمر نبوي أن يحسن الأب اختيار اسم ابنه ، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام غيّر بعض الأسماء واحدة اسمها عاصية قال : بل أنت جميلة ، شخص اسمه أصرم قال له : أنت أزرع ، غيّر النبي عليه الصلاة والسلام الأسماء ، من حق الابن على أبيه أن يختار له اسم يتباهى به ، ثم يعق له أي يذبح عقيقة تكريماً لهذا المولود ، ولإشعاره أنه كبير يسن أن يكنى بكنية ، يا أبا عمير ، طفل صغير يلعب بعصفور ، يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ تذبح له عقيقة وتختار له اسماً حسناً وتكنه . أيها الأخوة ، ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره ذهباً إكراماً له ويغتل الذكر وجوباً ، كلها أحكام شرعية . 9 ـ حقه في الحضانة : حقه في الحضانة ، الولد يحتاج إلى حنان ، إلى عطف ، إلى رعاية ، والشريعة قد كفلت له ذلك ، حضانه حتى يستقل بأمره ، يحفظ ويوقى من جميع الأضرار والشرور ، والأم هي الحاضنة الأولى ، وقد نصّ عليها في التشريع الإسلامي وفي حال السفر يختار له أفضل امرأة بعد أمه كي تكون حاضنة له ، هناك ترتيب جاء به الفقهاء الأم أولاً ، ثم أمهات الأم ، ثم الأب ثم أمهاته ، ثم الجد ثم أمهاته ، ثم الأخت من أبوين ، ثم الأخت من أب ، ثم الأخت من أم ، ثم الخالة ، ثم العمة ، ثم الأقرب فالأقرب . حقه في الحضانة امرأة ترعاه ، تعتني به ، تحبه ، تقبله ، تشمه ، تضمه ، تطعمه ، تنظفه من حقه ، حدثني طبيب في شيكاغو أقسم بالله في ليلة واحدة ليلة الأحد هو كان في مستشفى بشيكاغو طبيب إسعاف ، الآن طبيب أطفال كبير في دمشق ، قال لي والله خمس عشرة حالة أطفال ضربوا بآلات حادة من آبائهم وأمهاتهم لأنهم نغصوا عليهم ليلتهم ، فجيء بهم إلى المستشفى ، الآن في العالم الغربي الطفل الصغير يضرب يضغط على الصفر ، تأتي الشرطة يشتكي على أبيه وأمه من قسوتهم ، من بعدهم عن الله ، من سوء تربيتهم ، هذا القانون ليس لنا هذا لغيرنا ، أي طفل في أستراليا أو أوربا في صفر أو واحد تأتي الشرطة يأخذون الأب يحاسبونه ، وقد يأخذونه منه لستة أشهر ، أطفالنا المسلمون في حفظ ، وحماية ، ورعاية ، وحضانة ، وكفالة ، والنبي الكريم قال لأم أنت أحق به ما لم تنكحِ ، إذا تزوجت تأت امرأة أخرى ، ما دام أنت غير متزوجة وانفصلت عن زوجك أنت الحاضنة الأولى . هل تصدقون أن النبي عليه الصلاة والسلام استشار طفلاً نفسه ، سأله من تريد اختر ؟ فاختار الابن أمه ، يعني النبي عليه الصلاة والسلام استشار الطفل بالسنة السابعة مع من تحب أن تكون ؟ حتى السابعة من حق أمه حصراً لكن بعد السابعة يستشار ، مرة اختار الابن والده ، قالت الأم للقاضي سله لما اختار والده ؟ فسأله القاضي ، قال أمي تأخذني إلى تحفيظ القرآن والمعلم يضربني ، أما أبي يدعني ألعب مع الصبيان ، فأمر القاضي أن تكون الأم هي الحاضنة . 10 ـ حقه في النفقة عليه : حق النفقة عليه ، أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ، أحياناً يقول الناس العمل عبادة ، أنا أؤمن بهذا الكلام ، إذا كان الشاب اشتغل ، وهيأ مالاً لأولاده ، أطعمهم ، ألبسهم ، أكرمهم ، أي جعلهم يحسون أنهم في بحبوحة ، وفي جنة عمله هو عبادة ، أما أب كسول لا يعمل ، ما معه شيء دائماً ، فأولاده خرجوا من حاضنته ، التصقوا بأصدقائهم الأغنياء ، فالإنسان حينما لا ينفق على أولاده يخسرهم ، من هنا كان العمل عبادة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ )) . [ أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو]
11 ـ حق الطفل في المساواة بينه و بين إخوته : يطعمه لكن لم ينتبه إلى دينه ، ولا إلى إيمانه ، ولا إلى أخلاقه ، ولا إلى عقيدته ، بل إن زكاة الفطر تجب على الصغير ، بل تجب على الجنين في بطن أمه ، والإسلام يهتم بمشاعر الصغار ، فأمر بالعدل التام بين الأولاد ، ليس للأب حق أن يُقبّل واحداً دون الآخر ، ولا أن يضحك بوجه واحد دون الآخر ، ولا أن يحمل واحداً دون الآخر ، ولا أن يضم واحداً دون الآخر ، إلى هذا المستوى ، اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم . 12 ـ حقه في التربية : له حق التربية ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) . [ متفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] (( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )) . [ أحمد و البيهقي و الدار قطني عن عمرو بن شعيب] هناك أب عاتب ولده لأنه كان عاقاً ، فقال الولد : يا أبتِ إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً ، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً ، والجزاء من جنس العمل ، حينما ترعى ابنك في الأعم الأغلب بقناعتي تسعة وتسعين بالمئة إلا بحالات نادرة جداً يكون ابنك باراً بك ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يُعلم الصغار : (( احفظ الله يَحْفَظْك احفظ الله تجده اتجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ... )) . [أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ] (( يا غلام سمِّ الله وكُلْ بيمنك وكل مما يليك )) . [ صحيح عن عمر بن أبي سلمة ] أحياناً يكون إنسان بدعوة مع أولاده يتلقطون اللحم فقط ، فيحرج الأب إحراجاً كبيراً ، النبي عليه الصلاة والسلام رأى غلاماً تطيش يده في الصفحة قال له : (( يا غلام سمِّ الله وكل بيمنك وكل مما يليك )) . علّم الطفل إن علمته تحبه ، إذا ما علمته تكرهه . 13 ـ حقه في الملاطفة و المداعبة : هناك حق آخر عجيب حقه بالمداعبة والملاطفة ، الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن ، فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت واحداً منهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لا يَرحم لا يُرحم )) [ البخاري و مسلم عن أبي هريرة] أيها الأخوة ، كان النبي عليه الصلاة والسلام ، ينطلق من مسجده إلى العوالي ، يعني بآخر المدينة إلى ظئر إبراهيم مرضعة ولده ليُقبله ثم يرجع . من ينتقل من المهاجرين إلى المخيم يركب ساعة ونصف ، يُقبل ابنه ويرجع هكذا النبي علمنا ، كان يأخذ الحسن بن علي والحسين فيقعدهما على فخذه يلاعبهما ويحملهما وحمل أمامة بنت زينب في الصلاة فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها . مرة أطال السجود حتى خشي الصحابة شيء لعل النبي مات ، فرفع واحد رأسه فوجد النبي يصلي ساجداً والولد على ظهره ، فلما انتهت الصلاة سألوه وأخبرهم ، قال : إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله ، هذا أكبر داعية في الأرض ، أعظم نبي ، أكبر قائد ، يرتحله ابن ابنته على ظهره وهو في الصلاة ليؤخر السجود إكراماً له . 14 ـ حقه في الحفاظ عليه وعدم لعنه وسبه والدعاء عليه : أيها الأخوة ، الآن حقه في الحفاظ عليه وعدم لعنه وسبه والدعاء عليه ، مما يدعو الآباء على أولادهم الله يعدمني إياك ، هذا الكلام القاسي لماذا ؟ أسمعه كلمة طيبة ينشأ الطفل مؤدباً ، ينشئ الطفل على حب ، اجعل البيت جنة ، هدئ حالك ، كن حليماً ، هذا السباب والكلام القاسي هذا يقيم شرخاً في العلاقة بين الأب وابنه ، لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم ، بعد وقت محدد الابن في البيت ، يأتي الساعة الثانية ما في ، بعد وقت محدد قد يكون العشاء ، قد يكون بعد العشاء بساعة الابن في البيت ، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم . 15 ـ حقه في العلاج : حقه في العلاج ، لا تعذبوا صبيانكم ، مثلاً بنت يوجد بأسنانها حالة غير صحيحة تحتاج إلى تقويم ، لك أجر كبير هذه بنت ، صار في جرح فكانت المعالجة غير متقنة تحتاج إلى معالجة متقنة لا يكون في تشويه بوجهها ، هذا من واجبات الأب . 16 ـ احترام شخصية الصغير : هناك شيء يكاد لا يصدق ، احترام شخصية الصغير ، طفل يجلس على يمينه وعلى يساره أشياخ كبار صحابة ، جاءت الضيافة ، قال له : أتأذن لي يا غلام ، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ سيد الخلق يستأذن طفلاً صغيراً ، قال له : لا والله لا آذن لك ، أعطاه إياه ، في مثل هذه التربية ؟ طفل تستأذنه ؟ أحياناً الأب العاقل يستشير ابنه يمنحه ثقة ، يضع المال بمكان ، بابا خذ وسجل حتى نضبط أمورنا ، تعمل ثقة كبيرة بالطفل ، لما تمنح ابنك ثقة يمنحك روحه . قال له : أتأذن لي يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ فقال هذا الغلام ما كنت لآثر بفضلي منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه . حقه في العلاج أن تعالجه ، في أمراض بالبداية سهل معالجتها إذا أهملت أصبحت عاهة دائمة بالطفل . أيها الأخوة الكرام ، الموضوع طويل لكن نموذج ، هذه حقوق الطفل في الإسلام ، أي منها حقوق الطفل في العالم الغربي ؟ يتفقون على حقوق ، ونلزم بها ، وإذا ما طبقناها نعاقب ، وإذا تحفظنا عليها تقوم الدنيا ولا تقعد ، وعندنا دين من وحي السماء . أيها الأخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
* * *
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين ، و على آل بيته الطيبين الطاهرين .
أيها الأخوة الكرام ، حقيقة أرددها كثيراً لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادنا ، أولادهم هم المستقبل ، لعل الله عز وجل يعيد مجد هذه الأمة على يد أولادنا ، الأولاد ثروة كبيرة يحتاج المجتمع إلى قادة في المستقبل ، قد ربوا تربية صحيحة ، ربوا تربية أخلاقية ، تربية إسلامية ، تربية اجتماعية ، تربية نفسية ، تربية علمية ، فيا أيها الأخوة ، قضية تربية الأولاد هي العمل الأول في حياة المسلمين ، لأن القنبلة الذَّرية نرجو أن نقابلها بقنبلة الذُّرية .
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك و نتوب إليك ، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام ، وأعز المسلمين ، انصر المسلمين في كل مكان ، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين ، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين .
والحمد لله رب العالمين
نقلها لكم ميدووووووووووووووووو | |
|
نور العيون Admin
عدد المساهمات : 297 تاريخ التسجيل : 02/12/2009
| |
ميدو عضو
عدد المساهمات : 36 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: حقوق الطفل في الاسلام الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 2:44 pm | |
| شكرا ليكي اوووووووووووووووووووووووووي | |
|
روان المشرف العام
عدد المساهمات : 581 تاريخ التسجيل : 03/12/2009 العمر : 38
| |
الرومانسى مراقب عام
عدد المساهمات : 265 تاريخ التسجيل : 03/12/2009
| موضوع: رد: حقوق الطفل في الاسلام الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:22 am | |
| | |
|
ميدو عضو
عدد المساهمات : 36 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: حقوق الطفل في الاسلام السبت ديسمبر 19, 2009 3:43 pm | |
| ياجماعة انا عاوز اضيف موضوعات جديدة ومش عارف حد يراسلني علي الخاص ويشوف الامر معاي بقيالي كتييييييييييييير مش عارف اعمل ايه | |
|