بسم الله الرحمن الرحيم
احبائى فى الله طبتم وطاب ممشاكم وتبوئتم من الجنة منزلا
هذا لقائنا الرابع عشر بفضل الله وعظيم منته فى دراستنا لكتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للعلامة بن القيم
الباب الثالث عشر في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم
وهو الباب الذى وضع من اجله الكتاب كما قال المؤلف من قبل
نكمل الموضوع السابق فى كيد الشيطان بين جعل الانسان يفرط فى الطاعه او يغلو فيها
وبعض امثلة بن القيم فى سقطات الفرق الضالة ( وهى من ابواب العقيدة )
وقصر بقوم حتى قالوا : إن الله سبحانه لا يقدر على أفعال عباده ولا شاءها منهم ولكنهم يعملونها بدون مشيئة الله تعلى وقدرته
وتجاوز بآخرين حتى قالوا : إنهم لا يفعلون شيئا البته وإنما الله سبحانه هو فاعل تلك الأفعال حقيقة فهي نفس فعله لا أفعالهم والعبيد ليس لهم قدرة ولا فعل ألبتة
# وقصر بقوم حتى قالوا : إن رب العالمين ليس داخلا في خلقه ولا بائنا عنهم ولا هو فوقهم ولا تحتهم ولا خلفهم ولا أمامهم ولا عن أيمانهم ولا عن شمائلهم
وتجاوز بآخرين حتى قالوا : هو في كل مكان بذاته كالهواء الذي هو داخل في كل مكان #
وقصر بقوم حتى قالوا : لم يتكلم الرب سبحانه بكلمة واحدة البتة
وتجاوز بآخرين حتى قالوا : لم يزل أزلا وأبدا قائلا : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ويقول لموسى ^ اذهب إلى فرعون ^ فلا يزال هذا الخطاب قائما به ومسموعا منه كقيام صفة الحياة به #
وقصر بقوم حتى قالوا : إن الله سبحانه لا يشفع أحدا في أحد البته ولا يرحم أحدا بشفاعة أحد وتجاوز بآخرين حتى زعموا أن المخلوق يشفع عنده بغير إذنه كما يشفع ذو الجاه عند الملوك ونحوهم #
وقصر بقوم حتى قالوا : إيمان أفسق الناس وأظلمهم كإيمان جبريل وميكائيل فضلا عن أبي بكر وعمر
وتجاوز بآخرين حتى أخرجوا من الإسلام بالكبيرة الواحدة #
وقصر بقوم حتى نفوا حقائق أسماء الرب تعالى وصفاته وعطلوه منها
وتجاوز بآخرين حتى شبهوه بخلقة ومثلوه بهم وقصر بقوم حتى عادوا أهل بيت رسول الله وقاتلوهم واستحلوا حرمتهم وتجاوز بقوم حتى ادعوا فيهم خصائص النبوة : من العصمة وغيرها وربما ادعوا فيهم الإلهية
# وكذلك قصر باليهود في المسيح حتى كذبوه ورموه وأمه بما برأهما الله تعالى منه
وتجاوز بالنصارى حتى جعلوه ابن الله وجعلوه إلها يعبد مع الله #
وقصر بقوم حتى نفوا الأسباب والقوى والطبائع والغرائز
وتجاوز بآخرين حتى جعلوها أمرا لازما لا يمكن تغييره ولا تبديله وربما جعلها بعضهم مستقلة بالتأثير #
وقصر بقوم حتى تعبدوا بالنجاسات وهم النصاري وأشباههم
وتجاوز بقوم حتى أفضى بهم الوسواس إلى الآصار والأغلال وهم أشباه اليهود
# وقصر بقوم حتى تزينوا للناس وأظهروا لهم من الأعمال والعبادات ما يحمدونهم عليه وتجاوز بقوم حتى أظهروا لهم من القبائح ومن الأعمال السيئة ما يسقطون به جاههم عندهم وسموا أنفسهم الملامتية #
وقصر بقوم حتى أهملوا أعمال القلوب ولم يلتفتوا إليها وعدوها فضلا أو فضولا
وتجاوز بآخرين حتى قصروا نظرهم وعملهم عليها ولم يلتفتوا إلى كثير من أعمال الجوارح وقالوا : العارف لا يسقط وارده لورده # وهذا باب واسع جدا لو تتبعناه لبلغ مبلغا كثيرا وإنما أشرنا إليه أدنى إشارة