المواطنون العراقيون يدينون مقتل الإمام الذي دعا إلى حب الوطن

محمد القيسي من بغداد لموقع الشرفة
2010-05-22

محمد القيسي/موطني- المعزون في مجلس عزاء الشيخ شكور

أطال محمد عبد الله شكور النظر في العصا التي كان يستخدمها والده البالغ من العمر 70 عاما لمساعدته على المشي والنظارة التي وضعت على طاولة صغيرة في غرفة المعيشة.
"ليتهم فكروا قليلا بمن يقتلون"، هذا ما قاله محمد بعد أيام من مقتل والده، الشيخ عبد الله شكور على يد إرهابيين يظن أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.
وأضاف قائلا "لكنهم أقذر من أن يحملوا رحمة في قلوبهم".
في الساعة الواحدة من صباح يوم الأحد، 16 آيار/مايو، هاجم عدد من المسلحين في زي الشرطة العراقية، منزل شكور ووضعوا جميع من في المنزل في غرفة واحدة واقتادوا شكور، 70 عاما، إلى خارج المنزل.
قال محمد، 22 عاما، وهو يستقبل المعزين في مجلس العزاء "لدى مغادرتهم المنزل، خرجنا مسرعين لنجدهم قد قتلوا والدي طعنا بالسكاكين في منطقة الصدر والبطن ثم قاموا بقطع رأسه وتعليقه على عمود كهرباء على مقربة من المنزل".
كان الشيخ عبد الله شكور إماما وخطيبا في جامع ناحية السعدية، شمال مدينة بعقوبة.
وقد أصر شكور في معظم خطب الجمعة على تحذير المواطنين العراقيين من خطر تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى على مستقبل العراق. كما أكد على ضرورة التعاون مع القوات العراقية من أجل القضاء على الإرهاب.
قال خليل المدرس، جار شكور متذكرا كلمات شكور في آخر خطبة ليوم الجمعة "لقد قال لنا الشيخ إن الإرهابيين يريدون الخراب وأنهم لا يمثلون الإسلام. فيجب أن نحاربهم ولا نتعاون معهم وأن نغلق الأبواب بوجوههم ونبلغ قوات الأمن عليهم لينالنا الأجر والحسنات".
وقال محمد "انزعج تنظيم القاعدة من والدي ووجد في خطبه للمصلين ولأهالي المدينة والتحذير من القاعدة والدعوة إلى التعاون مع القوات العراقية خطرا حقيقيا على التنظيم الإرهابي. لذلك قاموا بقتله بتلك الطريقة البشعة الوحشية".
وكانت الشرطة العراقية قد أعلنت بعد يومين من مقتل شكور عن اعتقال عدد من الأشخاص اتهموا بأنهم منفذي عملية الاغتيال شكور.
وقال اللواء الركن عبد الحسين الشمري، مدير شرطة محافظة ديالى، إن قوة من مديرية التحقيقات الجنائية تمكنت، وفقا لمعلومات استخباراتية، من إلقاء القبض على "خلية إرهابية مكونة من خمسة عناصر، بزعامة الإرهابي الخطير المدعو آيات كاظم، الذي نفذ جريمة قطع رأس الشيخ بنفسه".
وأضاف الشمري "لقد كانت الخلية تخطط لاستهداف رجال دين آخرين بسبب معاداتهم لفكر القاعدة التكفيري".
وطمأن الشمري المواطنين قائلا إن "الوضع الأمني في المحافظة مستتب. وسنلاحق الإرهابيين أينما كانوا".
وقال أحمد ثامر الزركوشي، مدير ناحية السعدية، إن "الخلية المسلحة اعترفت بارتكاب الجريمة البشعة وجرائم أخرى قطعوا فيها رؤوس لمواطنين معارضين لوجود القاعدة في المدينة".
وأضاف الزركوشي أن القوات العراقية عثرت خلال عملية اعتقال المتهمين على مخبأ للأسلحة والرمانات اليدوية والعبوات الناسفة والسكاكين وأسلحة بيضاء "تستخدم في قطع الرؤوس وملابس عسكرية استخدموها خلال تنفيذهم الجريمة".
وقد غصت قاعة مجلس العزاء بمئات المواطنين المعزين، منهم أئمة مساجد وشيوخ عشائر ومواطنين ممن كانوا يعرفون الشيخ شخصيا.
وقال الحاج عبد، أحد أقرباء شكور، "مقتل الشيخ شكور علامة سوداء ودليل على وحشية الإرهابيين".
وأضاف عبد "ولكن حتى وإن قتلوه، فستضل كلماته خالدة تحذر الأجيال من تلك العصابة القذرة. قتلوه بوحشية وفصلوا جسده عن رأسه، وهذا دليل على أنه لا مصالحة معهم ومصيرهم القتل أو السجن فهم مثل السرطان في الجسد يجب اقتلاعه".
وذكر سامر علي، 22 عاما وأحد تلاميذ الشيخ شكور تعاليم الشيخ حيث قال، "لقد تعلمت على يدي الشيخ كيف أحب العراق وكيف أرفض التفرقة الطائفية وكيف أحارب الإرهاب. وهذا ما جعلهم يقتلونه. الإرهابيون لا يريدون الخير للجيل العراقي الجديد".
وتذكر محمد وهو يودع المعزين إحدى مقولات والده "إذا أردتم الحرية والأمن، أغلقوا أبوابكم بوجوه الإرهابيين ولا تعطوهم شربة ماء، فالسجن أولى بهم".