بسم الله الرحمن الرحيم
احبائى فى الله طبتم وطاب ممشاكم وتبوئتم من الجنة منزلا
هذا لقائنا التاسع بفضل الله وعظيم منتة فى دراستنا لكتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للعلامة بن القيم
الباب الثالث عشر في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم
وهو الباب الذى وضع من اجله الكتاب كما قال المؤلف من قبل
قال الله تعالى إخبارا عن عدوه إبليس لما سأله عن امتناعه عن السجود لآدم واحتجاجه بأنه خير منه وإخراجه من الجنة أنه سأله أن ينظره ( اى يمهله الى يوم الدين ) فأنظره ثم قال عدو الله : (( فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ))[ الأعراف : 17 ]
جمع بين تفاسير الاية :-
قال الشيطان لأقعدن لهم عند الدين الواضح وكتاب الله وطريق الحق طريق الاسلام اى انه يقعد لنا فى كل طريق موصل الى الله فما من طريق خير الا والشيطان قاعد عليه يقطعه على السالك .. وتوعد لآتينهم :- بالدنيا واشككهم فى الاخرة والتكذيب بالبعث والجنة والنار واحيط بهم من حيث يبصرون ارغبهم فى دنياهم وازينها لهم واشهيها لهم واشبه عليهم امر دينهم واشككهم فى الحق واثبطهم عن فعل الحسنات وأمرهم بالسيئات واحثهم عليها وازينها لهم
واغوينهم حتى يكذبوا بما تقدم من اخبار الامم السالفة ومن خلفهم من امور البعث ولاضلنهم فيما يعملون وما يكسبون
وانه ليأتى من جميع الجهات الا من فوق لانه علم ان الله من فوقهم تتنزل عليهم رحمته من فوقهم ولا يستطيع الشيطان ان يحول بين المرء وبين رحمة الله
كلمات يجب ان نتنبه لها
كثيرا ما نقول (( والا بيرحم والا بيخلى رحمة ربنا تنزل )) لا يستطيع احد حتى الشيطان ان يمنع رحمة الله وهذة الكلمات من أخطر الكلمات التى تغضب الله
ومنها (( مش هيورد على جنة – مش هيدخل الجنة – ربنا مش هيرحمه )) هذة ايضا من أكثر الكلمات إغضابا لله لانه تعدى على خصوصية الله فهو وحدة عالم الغيب عالم من الشقى ومن السعيد من سيدخل الجنة ومن سيحرم منها من سيدخل فى رحمتة ومن لا يدخل
وقال الامام بن القيم : السبل التي يسلكها الإنسان أربعة لا غير فإنه تارة يأخذ على جهة يمينه وتارة على شماله وتارة أمامه وتارة يرجع خلفه فأي سبيل سلكلها من هذه وجد الشيطان عليها رصدا له فإن سلكها في طاعة وجده عليها يثبطه عنها ويقطعه أو يعوقه ويبطئه وإن سلكها لمعصية وجده عليها حاملا له وخادما ومعينا وممنياً ولو اتفق له الهبوط إلى أسفل لأتاه من هناك
وهنا يبدع بن القيم فى ترتيب الكلمات ((يثبطه عنها ويقطعه أو يعوقه ويبطئه ))
حيث يبدأ الشيطان مع الانسان فى منعه عن فكرة العمل ويجتهد معه فإن غلبه وهم بالعمل وبدأ فية يبدأ ان يشتته ويخرجه منه ويقطعه عليه فإن لم يستطع يعوقه ويعرقل خطواته فإن لم يستطع يبطئه قدر المستطاع ويحسسه بالتعب والملل
وللشيطان جنود يسلطهم على الانسان إن لم يفلح معه .. فتجده يدفع اليك اصحاب السوء او تجد يدفع عليك من يقطع عليك العمل فهو إن لم يستطع أن يوسوس لك يوسوس لاخر ليمنعك او يقطع عليك وهذا كثيرا ما يحدث ذلك كثيرا من العباد كانوا عندما يشرعون فى العبادة ودق عليهم أحد ابا لا يجيبوه ولا يقطعوا عبادتهم ابدا ..
# ومما يشهد لصحة أقوال السلف قوله تعالى : (( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم )) [ فصلت : 25 ]
زينوا لهم ما مضى من خبث أعمالهم وما يستقبلون منها ... اى زينوا لهم ما عملوه فلم يتوبوا منه وما يعزمون عليه فلا ينوون تركه
تعلم هذة الايات جيدأ :-
قال شقيق : ما من صباح إلا قعد لي الشيطان على أربعة مراصد : من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فيقول : لا تخف فإن الله غفور رحيم ....فأقرأ (( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )) [ طه : 82 ] وأما من خلفي فيخوفني الضيعة على من أخلفه ....فاقرأ (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )) [ هود : 6 ] ومن قبل يميني يأتيني من قبل النساء .. فاقرأ (( والعاقبة للمتقين )) [ الأعراف : 128 ] ومن قبل شمالي فيأتيني من قبل الشهوات ...فاقرأ (( وحيل بينهم وبين ما يشتهون )) [ سبأ : 24
--
قال رسول الله :: الدال على الخير كفاعله
وقال :: بلغوا عنى ولو أية
وقال :: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة..... صحيح مسلم
السبت ديسمبر 26, 2009 10:09 am
